حياة المجتمع المسلم من خلال الخطة المرسومة لديهم في زلزلة المسلمين وإبعادهم عن الخط المستقيم ، مما يستدعي العمل على إبعاد المسلمين عنهم نفسيا قبل إبعادهم عنهم فكريا ، ليواجهوا الموقف في المستقبل من موقع النظرة غير المحترمة عندهم ، ليبتعد الجو بذلك عن الاهتزاز والارتباك ، وقد لاحظنا في هذا النطاق الأسلوب الأمثل الذي يركز على تصوير طبيعة هؤلاء الذين يثيرون السؤال بصورة غير محترمة ، ليبعد الفكرة عن جانب التأثير الشخصي بالجماعة ، إلى مواجهة الفكرة في نطاقها الفكري.
أمّا كيف وصفهم القرآن بالسفهاء ، فلأن شخصية السفيه تتمثل في عدم استقامة العقل وعدم توازن الرأي ، مما يجعل التصرفات العملية في الفكر والعلاقة والمعاملة بعيدة عن الاستقامة والاتّزان ، ولا شك في أن الانحراف عن خط الله الذي يؤدي إلى سلامة المصير في الدنيا والآخرة ، لا يمثل الاستقامة في أيّ خط من خطوطها ، بل هو ـ على العكس من ذلك ـ يمثل اختيار الخط الملتوي الذي يضر بالإنسان في كل مجالاته.
* * *
الأسلوب القرآني في صراعنا الحاضر
وقد نشعر بالحاجة إلى اعتماد هذا الأسلوب في الواقع العملي ، الذي يخوض فيه الإسلام صراع التحديات الفكرية والعملية مع التيارات الكافرة والمنحرفة ، عند ما تلجأ إلى مواجهة الإسلام بأساليب الإثارة ، التي تعمل على خداع المسلمين وإضلالهم وإبعادهم عن الخط المستقيم ، فنحاول أن نواجه الموقف كما واجهه القرآن ، بالتركيز على الصفات الواقعية التي تكشف حقيقتهم ، وتبعد المسلمين عن التأثر بهم والخضوع لأساليبهم ، ثم