تفسير من وحي القرآن [ ج ٣ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تفسير من وحي القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

ومعاداة أعدائه وإعزاز الحق وإذلال الباطل ، وفي غير ذلك مما يكون موقعا لرضوان الله.

(وَلا تَكْفُرُونِ) ولا تجحدوا النعمة بأساليب التمرد والطغيان والمعصية ، فإن ذلك يعرّضكم للغضب الإلهي والعذاب الشديد ، بينما يؤهّلكم الشكر للزيادة في أعماركم وأرزاقكم وكل أوضاعكم المتصلة بكل شؤونكم في الحياة.

* * *

الذكر والشكر بين الكلمة والموقف

وقد جاء كثير من الأحاديث المأثورة ـ إلى جانب المدلول الحيّ للآية في الموقف القوي أمام الكافرين والمنافقين من خلال الموقف الخاضع لله ـ لتخرج الذكر لله والشكر له من مدلوله اللفظي إلى موقف عملي يتمثل فيه ذكره بالانضباط العملي في حالات الاهتزاز النفسي التي يتعرض فيها الإنسان لضغوط الانحراف الروحية والعملية ، فيكون الشعور العميق بحضور الله في نفسه ، من خلال الإحساس بحضوره المهيمن على الكون كله ، دافعا للإنسان إلى الالتزام بأوامره ونواهيه ، ومانعا له عن الانسياق وراء تيارات الضلال والانحراف ، وهذا ما عبّر عنه الحديث المروي ـ في عدة الداعي ـ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه خرج على أصحابه ، فقال : «ارتعوا في رياض الجنة ، قالوا : يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال : مجالس الذكر ، اغدوا وروحوا واذكروا ، ومن كان يحب أن يعلم منزلته عند الله ، فلينظر كيف منزلة الله عنده ، فإن الله تعالى ينزّل العبد حيث أنزل العبد الله من نفسه ، واعلموا أن خير أعمالكم عند مليككم وأزكاها وأرفعها في درجاتكم ، وخير ما طلعت عليه الشمس ذكر الله