الإيمان في داخل نفس المؤمن وحياته ، تحتاج إلى الارتباط العميق بالله ، ليكون للإيمان أصالته في نفسه ، فتتركز القاعدة على أساسه ، وتنطلق الأعماق من خلاله بعفوية وبساطة ووعي.
* * *
ذكر الله وشكره في أساليب التربية الإسلامية
وقد نحتاج ، في سبيل الوصول إلى هذا الهدف ، إلى إفساح المجال للأساليب التربوية التي تريد صنع الشخصية الإسلامية لدى الأطفال والشباب والشيوخ ، لنؤكد ذكر الله من خلال الكلمة في إطار من الوعي لمعانيها ، وذكره من خلال الموقف في تدريب الإنسان المسلم على أن يمارس التجارب اليومية لأوضاع حياته في هذا الجو المنفتح على ذكر الله ، وذلك بإعطاء الدروس الفكرية والعملية من خلال موجهين واعين يعرفون كيف يحركون الكلمة في اتجاه الموقف ، ويدفعون الموقف نحو الإحساس بالله ...
أمّا الشكر ، فهو الدعوة الثانية التي يختم بها الله هذه الآيات ، ليوجه الناس إلى أن يشكروه ولا يكفروا به ، وليست الدعوة لكلمة الشكر ، بل هي دعوة إلى موقف الشكر ، وذلك بأن يقوم بالطاعة ويجتنب المعصية ، ويعبد الله كما ينبغي له ، وهذا هو ما نستوحيه من الحديث المأثور عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ما رواه أبو بصير عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند عائشة ليلتها ، فقالت : يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟ فقال : يا عائشة ألا أكون عبدا شكورا؟ قال : وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقوم على أطراف أصابع رجليه ، فأنزل الله سبحانه : (طه* ما أَنْزَلْنا