وهكذا كانت الرسالات السماوية تدفع الإنسان إلى السير مع خط الرسالة في ما أوحاه الله لرسوله من كتاب ، وإلى السير مع الرسول في ما يلهمه الله من شؤون الحركة الإسلامية في قضايا الناس اليومية في ما يأمرهم الرسول به أو ينهاهم عنه ، مما يحدث لهم في كل أمورهم ...
ويتصاعد الأسلوب ليضع قضية الإيمان بالله وعبادته في نطاقها الطبيعي ، فهي ليست مجرد فكرة طارئة ، تأخذ جانبا من جوانب الفكر كأيّة فكرة أخرى ، بل هي خط للحياة يفرض نفسه على الفكر والممارسة والشعور.
(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) وهكذا دعاهم إلى تقوى الله في الوقوف عند حدوده من خلال ما أوجبه وما حرّمه عليهم ، وإلى طاعته في ما يريد أن ينظّم لهم من حياتهم في مسارها الجديد الذي يخلق لنا أوضاعا جديدة في حركة الإيمان نحو أهدافه الكبيرة في الحياة. فإن التّقوى والطاعة لله مظهر الاعتراف بالربوبية الشاملة في تأكيدها المضموني الإيحائي على العبودية الخالصة في خضوع الإنسان لربه ، وهما الخطان اللذان يتحرك فيهما المبدأ العام في امتداده الحركي ، كما تنطلق فيهما المفردات التفصيلية التي ترتبط بالعقيدة كلها في مضمونها العملي : (إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ).
فإن الإيمان بربوبية الله للنبي وللناس الآخرين يمثل بداية للتصور والحركة من خلال ما يعنيه الإيمان من حركة الحياة على الصراط المستقيم ، لذلك فإن الدعوة إليه هي دعوة للاستقامة على المنهج الإيماني الحق في بداية المرحلة ونهايتها.
* * *
من وحي الآية
وهذا ما يجب أن نستوحيه في المنهج التربوي الذي يطرحه العاملون في سبيل الله ، من أجل بناء الشخصية الإسلامية والقاعدة الإسلامية الواسعة الممتدة