المكان الذي يجوز ، فإنه متى كان كذلك كان طيّبا عاجلا وآجلا لا يستوخم ، وإلّا فإنه ، وإن كان طيبا عاجلا ، لم يطب آجلا ـ كما جاء في مفردات الراغب (١) ـ.
(حُوباً) : إثما ، يقال : حاب يحوبُ حوبا ، والاسم : الحوب. وتحوّب من كذا إذا تحرّج وتأثّم منه ، والحوبة : المسكنة والحاجة ، قال الراغب : وحقيقتها هي الحاجة التي تحمل صاحبها على ارتكاب الإثم (٢).
* * *
كيف نتصرف مع الأيتام في أموالهم؟
وهذه نقلة جديدة في أجواء العلاقات الإنسانية ، في ما يمارسه الإنسان من المسؤولية تجاه الأيتام الذين يمثلون الفئة الضعيفة التي تعيش ـ في ذاتها ـ معلّقة في الفراغ ، لأنها فقدت القوة التي تمنحها التماسك والثبات ؛ وذلك في ما يمثله الآباء للأبناء الصغار من معنى الرعاية والحماية والقوة ، في ما يغدقونه عليهم من حنان وعاطفة ، وما يحيطونهم به من عناية واهتمام ، فيصونونهم ـ بذلك ـ من كل عوامل الضعف والقهر المحيطة بهم.
وفي ضوء ذلك ، كان الإسلام حاسما في هذه المسألة التي لا تحتمل المساومة والتهاون ، لأنها تتعلّق بقضية الإنسان الضعيف في الأرض ، الذي أراد الله منحه من عوامل القوة ، فجعل كفالته مسئولية المجتمع ، وحمّل أفراده كل التبعات التي تترتب على ذلك ، وحذّرهم من الانسياق مع نوازع
__________________
(١) (م. س) ، ص : ٣٢١.
(٢) (م. ن) ، ص : ١٣٤.