( الفصل الثاني )
( في ) بيان ( ميراث الخنثى ) وشبهه وهو ( من له فرج الرجال والنساء ).
اعلم أنّ الظاهر من الآيات القرآنية انحصار أنواع الإنسان في صنفي الذكر والأُنثى ، ويستحيل اجتماعهما ، كقوله سبحانه ( خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ) (١) وقوله تعالى ( يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ ) (٢) إلى غير ذلك من الآيات الدالّة على ذلك بمعونة المقامات ، وعلى هذا فهو لا يخرج عنهما ويكون أحد فرجيه أصليّاً والثاني زائداً ، كسائر الزوائد في الخلقة من يدٍ ورجلٍ ونحوها ، فإن أمكن استعلام الأصلي من الزائد فهو المعروف بين الأصحاب بالخنثى الواضح ، وإلاّ فهو المشكل.
وطريق استعلامه أنّه ( يعتبر بالبول ) فإن بال من فرج الرجال فهو رجل ، وإن بال من فرج النساء فهي امرأة ، وإن بال منهما اعتبر بالسبق ( فمن أيّهما سبق ) بوله ( يورث عليه ) ذكورة وأُنوثة ، بلا خلاف ، بل عليه الإجماع في كثير من كلمات الأصحاب ، كالمفيد والمرتضى والحلي والفاضل في التحرير وولده في الإيضاح وشيخنا في المسالك والصيمري وغيرهم (٣) ، لكن الأوّلين لم يذكرا السبق ، بل ذكرا كالديلمي (٤) بدله الغلبة
__________________
(١) النجم : ٤٥.
(٢) الشورى : ٤٩.
(٣) المفيد في الإعلام ( مصنفات المفيد ٩ ) : ٦٢ ، المرتضى في الانتصار : ٣٠٦ ، الحلي في السرائر ٣ : ٢٧٧ ، التحرير ٢ : ١٧٤ ، الإيضاح ٤ : ٢٤٩ ، المسالك ٢ : ٣٤٠ ، غاية المرام ٤ : ١٩٦ ؛ المهذب البارع ٤ : ٤٢٤.
(٤) انظر المراسم : ٢٢٥.