مخلوقاته : الإنسان والحيوان والنبات والجماد.
(وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) قد يتفق مع الأجل الذي تقف عنده آجال الأشياء ، وقد يسبقه قليلا أو كثيرا لأسباب طارئة تحول دون امتداد الحياة الطبيعية في الزمن ، كما يحدث للإنسان من الأمراض والحوادث والحروب التي تنهي حياته قبل أوانها ، أو لغير الإنسان من ذلك أو من غيره.
وقد حار المفسرون في تحديد هذين الأجلين ، فقال بعضهم ، إن الأجل الذي قضاه الله هو الموت ، وأما الأجل الذي عنده فهو يوم البعث الذي لا يعلمه إلا هو ، فلم يجعل الله علمه حتى لرسوله : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها* فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها* إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها* إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها* كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها) [النازعات : ٤٢ ـ ٤٦] وقال بعضهم : إن الأجل المسمى عند الله ، هو الأجل المحدد في علمه الموجود في اللوح المحفوظ ، أمّا الأجل الذي قضاه الله فهو العمر الطبيعي المحدّد الممتد بالشروط الموضوعية المحيطة بالإنسان من حيث الزمان والمكان والطوارئ .. فإذا تحققت له امتد به العمر إلى النهاية الطبيعية التي يمكن أن يعيشها الجسد في الحالة الطبيعية ، وإذا لم تتحقق له انقطع به العمر بانتفاء شروط الحياة.
وهذا ما يطلق عليه الأجل المحتوم ، وهو العمر الطبيعي الذي تتوفر له كل الشروط الموضوعية للامتداد ، سواء من الجانب الصحي أو الأمني أو غير ذلك ، والأجل المخروم وهو العمر الذي يقف بالإنسان عند حدود الطوارئ كمرض عضال يعرض له أو رصاصة تصيبه أو حشرة تلدغه ، أو حيوان يفترسه ، أو زلزال يصرعه ، أو فيضان يغرقه ، أو نار تحرقه ، أو ضربة تقتله ونحو ذلك ، فينخرم أجله بعد أن كان قابلا للامتداد في ذاته. وبهذا نعرف أنّ هذا التقسيم للأجل لا يعني أن للإنسان أجلين في علم الله ، لأن ذلك غير معقول إذ ينتهي إلى نسبة الجهل إلى الله أو التغيير في