مناسبة النزول
وقد ذكر المفسرون أن هذه الآيات نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام والعباس بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة ، وذلك أنهم افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت وبيدي مفتاحه ولو أشاء بتّ فيه ، وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، وقال علي عليهالسلام : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد ...
وقد تعددت الروايات في ذلك بأساليب مختلفة. وقد أشرنا أكثر من مرة إلى أن أسباب النزول تمثل النماذج الحيّة للفكرة العامة التي تريد الآيات أن تثيرها في الناس من خلال حركة الواقع الذي عاشت الآية في أجوائه ، مما يجعل للآية الامتداد في نطاق الفكرة العامة.
* * *
لا مقارنة بين الإيمان ووظائف خدمة الحج
وينطلق القرآن ، ليركز في داخل الشخصية الإنسانية الإسلاميّة القيم الروحية الواقعية الجديدة ، التي تؤكد على جانب المضمون بعيدا عن الشكل ، وتوحي للناس بأن القيمة الحقيقيّة المميّزة هي للذين يتحركون في الحياة في خط الإيمان بالله واليوم الآخر ، باعتبار أن ذلك هو الأساس في بناء الحياة على قاعدة المسؤولية التي تتحرك في خطين : خطّ الإحساس بالألوهية الخالقة القادرة المهيمنة على الوجود كله ، في ما يوحيه ذلك من الالتزام بالمنهج الشامل الذي وضعه للحياة ، وخط الشعور بالنتائج الإيجابية أو السلبية للعمل