أيّ معنى للجانب الشخصي في حياتهم ، وتحولوا إلى عنصر متحرك في نطاق الجوانب العامة المتصلة بالله وبالحياة ، أولئك (أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ) من كل النماذج الأخرى التي قد تعمل الخير في المجالات المحدودة (وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) برحمته ورضوانه وجنته (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ) والرحمة تمثل لطف الله ورعايته وعنايته في الحياة الدنيا والآخرة ، ويوحي الرضوان بمعان روحيّة تنساب في مشاعرهم روحا وأمنا وطمأنينة ، بينما تشير الجنات إلى ما ينتظرهم من السعادة الروحيّة والمادية التي تثير فيهم كل مشاعر الغبطة والسرور (خالِدِينَ فِيها أَبَداً) فلا موت ولا فناء ، بل هي الحياة الممتدة إلى ما شاء الله لها من الامتداد (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) في ما يمنحه لعباده الصالحين المجاهدين من جزاء على ما عملوه وما جاهدوا فيه مما يتناسب مع روعة الإخلاص وعظمة الموقف.
وقد سبق منّا الذكر أثناء الكلام على مناسبة نزول هذه الآيات ، أن المفسرين أوردوا أن هذه الآيات نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فلتراجع في محلها.
* * *