يميزها عنهم شيء ، ولا قيمة لعلاقتها بك لأن الله يجزي كل إنسان بعمله ، فلا يغني أحد عن أحد شيئا ، ولا يضر أحد أحدا شيئا.
* * *
أليس الصبح بقريب؟!
(إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ) موعد العذاب النازل بهم ، فلا خوف من الانتظار الطويل ، ولا بدّ من العجلة في الخروج ، لأنه لم يبق هناك وقت كثير لنزول العذاب ، (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) فلم يبق لبزوغه إلا سواد هذا الليل.
... وخرج لوط بأهله ، وجاء العذاب بكل ثقله وقوّته وشدّته (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها) فقد خسف الله بهم الأرض فانقلبت عليهم ، (وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) وهي الطين المتحجر المتراكم بعضه فوق بعض ، (مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ) أي معلّمة بعلامة خاصة من الله ، ولا تصيب إلا من يستحقها ، (وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) فلا يأمن الكافرون الذين ظلموا أنفسهم بالكفر ، وظلموا الناس بالعدوان ، من عذاب الله ، إذا أصروا على الكفر والبغي ، فإن الله لهم بالمرصاد وسيجزي الحاضرين بما جزى به الماضين ، فإذا لم يجزهم بما جزاهم به نفسه ، فإنه يجازيهم بما يقاربه.
* * *