إلا الخير ، (وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ) وسأستمر في السير إلى الهدف ، متطلعا إلى توفيق الله ورعايته ، معتمدا على الله فهو الذي يهيّئ لعباده الأسباب ، ويدبّر لهم الأمور.
* * *
الله هو الكافي
(عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) في كل ما أريد أن أقدم عليه ، في إمكاناتي الذاتية التي رزقني بها الله ، وفي كل ما يمكن أن يواجهني في حاضر الحياة ومستقبلها ، من تهاويل المجهول الذي جعل الله أمره بيده ، فهو الكافي له ، والحامي منه ، لأنه يكفي رسله من كل شيء ، في حدود الحكمة والمصلحة ، ولا يكفي منه شيء ، لأنه القادر على ما لا يقدرون عليه ، والمهيمن على كل شيء من مخلوقاته الناطقة والصامتة ، (وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) فهو المرجع في الدنيا ، والملاذ في الآخرة ، وإليه المصير.
وهذا هو موقف القوة الواعية التي أراد شعيب أن يعيشها في نفسه لئلا تهتز أمام ضغوطهم ، وليبينها لهم ، حتى يشعروا بطبيعة القوة التي يملكها بالاعتماد على الله ، والتوكل عليه في جميع أموره مما يجعل لموقفه قوة بارتكازه على الغيب أولا ، وعلى قوة شعيب الذاتية ثانيا.
* * *
تحذيرات شعيب لا تلقى الصدى المطلوب
ثم يتابع شعيب ممارسة الضغط النفسي عليهم ، فيعيدهم إلى ما ينتظرهم من نتائج الكفران والجحود ، الذي أصاب السابقين من الكافرين (وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي) أي لا يدفعنكم خلافكم معي ، ومعاداتكم لرسالتي ، (أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ) من الأمم السالفة ، (وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ