إسلامية في الجانب العباديّ الحاضر المحدود في نطاقه ، إلى البعد الروحي الواسع الذي ينطلق بالإنسان نحو أهداف أخرى يسعى إليها في الحياة كإنسان مسلم ملتزم ، يختزن الطاقة الروحية التي تعينه على تحمل أعباء المسؤوليات ، ولهذا كانت هذه الفريضة ، تكليفا يشمل كل جوانب الحياة اليومية في الليل والنهار ، وكانت الدعوة إلى إقامتها ، (طَرَفَيِ النَّهارِ) في أوّله ووسطه حتى النهاية ، (وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) وهي الساعات الأولى منه القريبة من النهار ، وذلك ما يحقق للإنسان الاستقامة على الخط المستقيم ، ويفتح حياته للحسنات على صراط التوبة ، وفي حركة الطاعة ، وهذا ما جعله الله أساسا لتصحيح الموقف ، ولإنقاذ المصير ، فإن الحسنة تمحو السيئة ، في ما تختزنه من معنى التوبة والإخلاص لله في داخلها ، وفي ما تمثله من موقف عمليّ حاسم ، (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ).
* * *
في الصلاة سر النجاة
وقد ورد في بعض الأحاديث أن المراد بالحسنات هو الصلوات التي يصليها الإنسان ، فإنها تذهب السيئات التي قبلها ، وبهذا اعتبرت هذه الآية أرجى آية ، وأكثرها مجلبة للأمل بمغفرة الله ، وربما كان ذلك من باب التفسير بالمصداق على سبيل التطبيق. وربما كان خاضعا لشروط داخلية وخارجية في طبيعة العمل الصلاتي لدى المؤمن (ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) ليتعرفوا ـ من خلاله ـ سر النجاة ، وليتذكروا ـ دائما ـ أن الارتباط بالله ، والشعور بحضوره الدائم في وعي المؤمن ، وحركة حياته ، هو الأساس للحصول على رضاه ، والانضباط في خط طاعته.
وإذا كانت الصلاة تحقق للإنسان هذا الوعي العميق الممتد بذكر الله ،