(السَّيَّارَةِ) : جمع سيار ، وهو المسافر.
* * *
المعاناة الصعبة
وتبدأ القصة في حياة يوسف من موقع المعاناة الصعبة التي تجعله يعيش الكثير من الآلام ، ويقع في العديد من المشاكل ، ويصطدم في أكثر من موقف من مواقف الصراع النفسي على مستوى أخلاقه ومبادئه ، ويدخل في كثير من مجالات الدعوة إلى الله ، وينفتح على أجواء جديدة لا عهد له بها من قبل. ولكن النتائج الأخيرة تفتح له أبواب الخير بأوسع مجالاتها ، وكان لإخوته دور شرّير ، حاولوا فيه ، الدفع به إلى الهلاك ، وقد عاشوا حياتهم في جو بعيد عن الإيمان والأخلاق ، ولما ضاقت بهم سبل الحياة لجأوا إلى أخيهم ، وانتهى الأمر بهم للخضوع له ، فانتصر الخير على الشر ، والوداعة على التعقيد ، والمحبّة على الحقد ، انتصر يوسف في روحه ورسالته وإخلاصه لله.
والآيات الواردة في السورة تبعث على التفكير ، وتثير في النفس الكثير من المشاعر الروحية الطاهرة التي تدفع الإنسان إلى الرجوع إلى الله ، والثقة به ، في أشد حالات التحدي ، وفي أقسى ألوان البلاء ، فلا مجال لليأس ، ولا موقع للانهيار والسقوط ، وهذا ما أراد الله لنا أن نتمثله في هذه القصة الحافلة بألوان التعقيد في العلاقات الإنسانية بين الإخوة ، والمليئة بالمشاعر الخانقة.
* * *
أخذ العبرة
(لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) الذين يريدون معرفة