أمام حالة الشك التي تنطق بها كل لمحة في عينيك ، وكل نبضة في وجهك ، وما الطريق التي نرفع فيها عن أنفسنا الشبهة ، ونؤكّد لك الحقيقة؟.
إن من المؤسف أن تفقد ثقتك بنا وتتهمنا بما لا دخل لنا به (وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) في ما نخبرك به. ولكن ما القيمة في أن يكون الإنسان صادقا ، وهو لا يملك الحجة القاطعة على صدقه؟.
* * *
الصبر أمام الفاجعة
وكانوا قد نزعوا عن يوسف قميصه ، ولم يمزّقوه كما يفعل الذئب عند أكل الفريسة مما يتنافى مع دعواهم ولطخوه بدم كذب ، (وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) كشاهد على دعواهم ، ولكن يعقوب لم يقتنع بذلك ، لا سيما بعد أن أوحى إليه الله بما عملوه ، (قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً) غير هذا الذي تدّعونه ، ولن أدخل معكم في التفاصيل ، لأكشف لكم ما أعلمه أو ما أحسه عن الموضوع ، فلم يأت الوقت المناسب لذلك ، (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) أمام هذه الفاجعة التي أصابتني في الصميم ، (وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ) فهو الذي يعين عبده على مواجهة الفواجع والكوارث بالصبر والتسليم والثقة بما عند الله من آفاق الأمل ووسائل الفرج ، وهو الذي يكشف الحقيقة التي عملتم على إخفائها ، وهو الذي يهيّئ لي الوسائل الكفيلة بإيصالي إلى النتائج الطيبة التي تحل المشكلة على أفضل وجه.
* * *