(بِثَمَنٍ بَخْسٍ) : البخس : النقص من الحق.
(مَثْواهُ) : الثواء : الإقامة ، والمثوى : موضع الإقامة ، والمراد بأكرمي مثواه : أحسني معاملته.
(مَكَّنَّا) : مكّنا له في الأرض : جعلنا له مكانة فيها.
* * *
سوق النخاسة والثمن البخس
(وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ) مارّة على طريق البئر الذي كان فيه يوسف ، (فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ) الذي يرد مواقع الماء فيطلبه لقومه ، (فَأَدْلى دَلْوَهُ) في البئر وأخرجه ، فإذا به أمام المفاجأة السارّة ، فقد كان ينتظر خروج الدلو بالماء ، فإذا به يخرج بغلام جميل الصورة صغير السنّ ، هو يوسف الذي تعلق بالدلو عند ما أنزله صاحبه إلى البئر للاستقاء به ، (قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ) فالتفت إلى قومه ليبشرهم بالربح الذي يمكن أن يحصلوا عليه إذا ما باعوا الغلام الذي وجد في البئر في سوق النخاسة. (وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً) فقد أخفوه لديهم لأنهم خافوا أن يبصره أهله فيطالبوهم به ، (وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ) فهو المطّلع على السرّ وأخفى ، فلا يعزب عن علمه مثقال ذرّة ، وهو الذي أراد ليوسف أن يسير في هذا الاتجاه ليصل إلى النتائج الطيبة في نهاية المطاف ، فإذا كانوا قد أخفوه عن الناس فلا يمكن أن يخفوه عن الله الذي يحيط بهم من كل جهة ويشمل يوسف بكل رعايته.
(وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) والشراء هنا بمعنى البيع ، فقد باعوه بثمن زهيد بدراهم محدودة ، يمكن معرفتها بالعدد لقلتها ، (وَكانُوا