(وَراوَدَتْهُ) : المراودة : المطالبة بأمر بالرفق واللين.
(وَغَلَّقَتِ) : التغليق : إطباق الباب بما يعسر فتحه.
(هَيْتَ) : أقبل أو أسرع.
(هَمَّتْ) : الهم : العزم على الفعل.
(وَقَدَّتْ) : القدّ : شق الشيء طولا.
(وَأَلْفَيا) : وجدا.
* * *
يوسف يؤتى حكما وعلما
... وعاش يوسف ، لا كما يعيش من هم في سنّه من الشباب حياة اللهو والعبث ، بل عاش حياة فكر وتأمّل وعلم ، ودراسة واقعية للساحة التي تحيط به لما تقتضيه الحكمة من معايشة للواقع ، وفهم له ، وملاحقة لخصوصيات التجارب المختلفة كي يصدر الحكم على الأشياء من قاعدة الوعي العميق لطبيعتها وطبيعة انطلاقها وحركتها ، وقد وهبه الله من فضله ، ما يكفل وصوله إلى الغايات التي يريدها من حركة حياته في خط رسالته وتدبيره ، كونه أحسن النيّة ، وصدق العمل ، وسار في الطريق المستقيم.
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً) فأصبح من أولي الحكم الذين يقصدون للحكم من موقع فكريّ عميق واسع ، وعلم غزير شامل ، جزاء لصبره وإحسانه ، لما يمثله الصبر في حياة الإنسان من تعميق للفكر وتوسيع له ، أمام مصاعب الحياة ومشاكلها التي لا يتحملها إلا الصابرون ، وبما يمثله الإحسان