من انفتاح على الكون في حاضر الحياة ومستقبلها ، بالشكل الذي يغني التجربة ، ويوسّع الأفق ، ويوحي بالامتداد ، (وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) في ما نخصهم به من مواهب ونعم في الحكم والعلم والقدرة.
* * *
تجربة الإغراء الصعبة
وبدأت التجربة الصعبة في حياته ، فها هو يواجه الإغراء بأشدّ صوره ، مما لا يملك الامتناع عنه ، إذا أراد لحياته أن تستمر في النعيم الذي يتقلّب فيه ، والامتيازات التي يملكها ، وإلا فقد ذلك كله ، مع خطر على الحرية التي يعيش فيها ، وخوف على حياته من الهلاك.
إنه في سن المراهقة حيث تتفتح الغرائز في فضاء الشهوة ، وتضيع المشاعر في أجواء العاطفة ، ويلتهب فيها الجسد في نيران الأحاسيس ، ويتحرك فيها الإنسان في غيبوبة الأحلام الضبابيّة المبهمة التي تثير الجوّ من حوله ، ليحسّ بأنه يسبح في بحور من الحب والخيال ، مواجها المزيد من أمواج الحسّ التي تطغى على فكره وحكمته.
ففي البيت تعيش امرأة تضج شهوة وعاطفة إزاء ما يملك من حسن في ملامحه الجميلة ، وهي في الوقت نفسه ، امرأة تتبوأ مواقع السلطة والقدرة ، فلا يردّ لها أحد طلبا ، ولا تمتنع عنها رغبة ، سواء من قبل زوجها ، أم من قبل أصحاب النفوذ الذين يحيطون بها ، فكيف بهذا الشاب الذي لا حول له ولا قوّة ، لأنه عبد مملوك اشتراه زوجها بماله ليخدمه ويخدمها ويستجيب لكل طلباتهما ورغباتهما ، وقد كانت تشعر أن ما تريده من قضاء الشهوة معه ، لا يمثل إلا بعض الرغبات الطبيعية التي يجب عليه تلبيتها كعبد لأسياده. وبدأت عملية الإغراء والمعاناة معا ، وتحركت كل الضغوط الجسدية والخارجية لتلاحق إرادته لتسقطها أمام التجربة الصعبة.