(فَاسْتَعْصَمَ) : طلب العصمة وامتنع عما أرادت منه.
* * *
شياع الخبر
ومضت امرأة العزيز في حبّها ليوسف ، يأخذ عليها كل كيانها ووجدانها ، ويملأ كل حياتها ، ولكنها لم تجرّب أن تمارس الضغط الجسدي عليه ، بعد فشل التجربة الأولى ، بل كانت تحاول إثارته بكل ما تملك من وسائل الإغراء ، في كل وقت ، مستغلة ضعف موقعه كعبد ، أمام قوة موقعها منه كسيّدة ومالكة له ، وتعاظم هذا الحب الذي بدأ يعبّر عن نفسه في نظرات العيون ، وحركات الجسد ، وكان الشغل الشاغل لها ، فلم تستطع معه أن تحفظ لنفسها بهذا السرّ ، فعرف الناس بذلك من خلال ما كانوا يشاهدونه في طريقة معاملتها له ، وفي ما كانوا يلاحظونه أو يستنتجونه من مراودتها له ، وهكذا شاع الخبر بين الناس ، وتلقفته أفواه النساء اللاتي رأين فيه مادّة طيّبة للحديث ، ولونا من ألوان التندّر والسخرية بامرأة العزيز التي كن يضمرن لها بعض الحسد ، لموقعها المميز في الوسط الاجتماعي الذي ينتمين إليه ، وهذا ما حدثنا القرآن عنه.
* * *
مكر النسوة
(وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ) وتدعوه إلى ممارسة الفحشاء معها ، (قَدْ شَغَفَها حُبًّا) وملأ كل قلبها حتى الأعماق ، وسيطر على كيانها ، حتى دفعها إلى الخيانة ، (إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) وأي ضلال أبعد وأوضح من عشق السيّدة لعبدها ، في ما يمثله ذلك من خسّة في النفس ، وخروج عن التقاليد ، وتنكّر للموقع الاجتماعي الذي تقف فيه ، فإذا