أو كان مزاجه أن يبقى السجين في سجنه دون محاكمة ، فهذا هو خط «العدالة» الطاغوتية الذي لا يخضع لقاعدة إنسانية أو سماوية ، (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) لا نملك تحديدها ، ولكنها ـ كما قيل ـ تتراوح بين الثلاث والعشر ، وربما أكثر ، حددها البعض بكونها اثنتي عشرة سنة.
* * *
لا مشكلة في طلب الحاجة من العبد
وقد يثير البعض ، على ما طلبه يوسف من صاحبه الذي نجا ، سؤالا مثيرا ، وهو كيف يطلب حاجته من العبد ، بينما يفرض الإيمان على المؤمن ألّا يطلب شيئا من غير الله؟ وربما جاء في بعض الروايات ، أن الله عاقب يوسف على ذلك ، فأنسى الرجل ذكر أمره للعزيز ، والجواب : إننا لا نرى في ذلك أيّ مساس بالإيمان ، فضلا عن أن يكون ذلك خطيئة يستحق عليها العقوبة ، لأن من حق المؤمن أن يستخدم للوصول إلى أغراضه الحياتية الأشخاص الذين يملكون خدمته ، وذلك من خلال التوسّل إلى الله في إنفاذ كل أموره ، وهداية الآخرين إلى العطف عليه والسعي في حوائجه ، مما لا يجعل في الموضوع أيّة مشكلة له من قريب أو من بعيد.
* * *