الله بالمطر الذي يروي الأرض ، ويغذي الينابيع ، ويرفد الأنهار ، فتخصب الأرض وتخضر وتؤتي أكلها في كل موسم ، وينصرف الناس إلى استغلال خيرات الأرض بعصر الثمار وصناعة الدهن والشراب وغير ذلك ، وتنكشف الغمة وترجع الحياة إلى طبيعتها ، بعيدا عن كل العوامل الطارئة التي تمنع الأرض خصبها ، والسماء بركاتها.
* * *
خطة يوسف لاجتياز الأزمة
وربما احتمل بعض المفسرين ، ألّا يكون يوسف في موقف المفسّر للحلم الذي رآه الملك بشكل مباشر ، بل كان في موقف الموجّه إلى ما يجب أن يفعله في السنين السمان والعجاف ، ولهذا كان خطابه لهم أن يزرعوا دأبا ، ثم أمره أن يذروه في سنبله ، ولا يستثنوا منه إلا القليل مما يأكلونه ، وبأن يدخروا منه في السنوات العجاف القليل مما يحصنونه ، ثم ينتهي ذلك الكابوس فلا يحتاجون عند ذلك إلى ممارسة أي تحفظ غير عادي.
وهذا توجيه قريب إلى الجوّ التعبيري في الآيات ، وربما قصد من ذلك الإيحاء بأنه يملك الخطة التي تنظّم لهم اجتياز الأزمة الخانقة في زمن الشدّة ، عبر تحقيق التوازن في زمن الرخاء ، كوسيلة من وسائل دخوله في الموقع الاجتماعي من مركز قوة.
* * *