(ضَرَّاءَ) : الحالة التي تضرّ ، كالفقر والشدّة والعذاب ، وهي نقيض السّرّاء.
(السَّيِّئاتُ) : المراد بالسّيئات بقرينة المقام : المصائب والبلايا التي يسوء الإنسان نزولها عليه.
(فَخُورٌ) : فعول من فخر يفخر ، وهو الذي يكثر فخره ، بتعداد مناقب نفسه ، وهذه صفة ذم لما فيها من التكبير على من لا يجوز أن يتكبر عليه.
* * *
سلبيات الإنسان قابلة للتغيير
للإنسان خصائصه السلبية في نظر القرآن ، لوجود نقاط ضعف في شخصيته الداخلية ، تنعكس على مواقفه العملية في الخارج. وتتنوّع هذه الخصائص السلبية تبعا لتنوّع نقاط الضعف ، ولكنها مهما تنوّعت وامتدت في حياته ، فإنها لا تمثل خصائص لا تنفصل عن حركة الذات في وجودها ، لتكون ضريبة لازمة للإنسان في حياته ، بل هي من الخصائص القابلة للتبديل والتغيير ، بفعل التربية والممارسة والوعي المنفتح العميق.
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً) من الصحة والأمن والغنى والعلم وغير ذلك ، فعاشها مدّة من الزمن ، يتقلب في نعمائها وينهل من لذائذها ، ويستمتع بخيراتها ، جاهلا بأنّ هذه النعم إلى زوال ، لأن سنّة الحياة قائمة على التغير والتبدّل ، واستسلم في ظلها لأحلامه ، كما يستسلم الحالمون إلى الأجواء السحريّة اللذيذة ، وجاءت المفاجأة لتطوي صفحة وتفتح أخرى ، فقد أذقناه حلاوة النعمة فترة من الوقت (ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ) ، فإذا بالصحة تنقلب إلى مرض ، والأمن إلى خوف ، والغنى إلى فقر ، والعلم إلى جهل ونسيان ...