(حَرَضاً) : مشرفا على الهلاك.
(بَثِّي) : البث : الهمّ الذي لا يقدر صاحبه على كتمانه فيبثه.
(فَتَحَسَّسُوا) : التحسس : طلب الشيء بالحواس كالسمع والبصر.
* * *
الصدمة الكبيرة
... وبقي كبيرهم هناك ، التزاما بعهده ، وتخلّصا من الموقف المحرج أمام أبيه ، وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم ، ليخبروه بتفاصيل ما حدث بالطريقة الحكيمة الحاسمة : (ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يا أَبانا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا) فقد شاهدنا القوم يخرجون صواع الملك من متاعه ، (وَما كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ) عند ما أعطيناك الميثاق بشكل مطلق ، فلم نكن نعرف في ظل الأجواء العاطفية التي تحجب الرؤية أنه يمكن أن يسرق. ولكنّ الواقع فاجأنا بغير ما نتوقع ، وهذا ما جعلنا نواجه الحقيقة معك ، لنتحمل مسئوليتنا أمام هذه الحادثة التي تهزّنا وتحطمنا ، على المستوى النفسي ، جميعا.
وربما لا تجد لديك أيّ أساس للثقة بنا ، ونحن لسنا في صدد الدخول معك في نقاش حول ذلك ، فهو أمر لا يصل بنا إلى أيّة نتيجة ، ولكن المسألة لم تحدث في زاوية خفية من زوايا مصر ، بل حدثت في الساحة العامة حيث تجتمع القوافل للتموين وللشراء وللانطلاق ، وحيث يلتقي أهل البلد ، والقادمون إليها ، ونحن ، ندعوك إلى سؤال الناس كلهم هناك ، والقافلة التي كنا فيها من منطقتنا ، فإذا كنت لا تثق بنا ، فهل تفقد الثقة بكل هؤلاء؟!