الآيتان
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٣) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(١٤)
* * *
التحدي في مواجهة أساليب الكفار
... وهذا أسلوب من أساليب التشويه لصورة الرسالة والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في نظر الناس ، فهم ينسبون إلى الرسول أنه افترى على الله كذبا ، في ما نسبه إليه من هذا الكتاب ، لأنهم يدّعون أنه من صنع النبي ومن إبداعه ، أو أنه أساطير الأوّلين اكتتبها ، علّمه إيّاه المعلّمون الذين يعرفون أساطير الأوّلين وعلومهم ، وبذلك تتحول الرسالة إلى مضمون مفترى ، لا حقيقة له.
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) على الله ، يوحي الله به إليه ، وهو لا يمكن أن يكون رسولا من قبله ، لأن الرسول بنظرهم لا يمكن أن يكون بشرا. ولكن كيف أثبتوا هذا الافتراء ، وما الوثائق التي قدّموها في دعواهم ، من مقارنة بين هذا القرآن وبين أساطير الأوّلين ، أو من إثباتات تؤكد دراسة النبيّ على غيره من أساتذة الديانات الأخرى ، أو من عرض التاريخ التفصيلي للنمو العلمي