والثقافي لشخصية النبيّ ، في ما درسه ، وفي ما ناقش فيه ، وفي ما أثاره من قضايا وأمور فكرية قبل النبوّة؟!!
* * *
افتراضات لا تثبت أمام النقد
ليس هناك شيء من ذلك ، وإذا كانت هناك بعض الأشياء التي حدّثنا عنها من قبيل ، (إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) [النحل : ١٠٣] ، أو : (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الفرقان : ٥] ، فإنها لم تكن إلّا افتراضات وأوهاما لا تثبت أمام النقد ، ولا ترتكز على أساس ، بناء على ما حدّثنا به القرآن ، أو تحدّث به التاريخ ، لأن مثل هذه الأمور لا تخفى على أحد لو كان لها أساس من الحقيقية ، لأن التحديات المضادّة للنبيّ وللنبوّة كانت تفرض كثرة الحديث عنها لو توفرت.
مع ذلك ، فإن القرآن لم يدخل في مناقشة هذا الموضوع معهم في هذه الآية ، لأنهم لم يكونوا في موقع يسمح بدخول الآخرين في نقاش حرّ معهم لمعرفتهم ، مقدّما بخسارتهم في ظل فقدان الحجّة القويّة في ما ادّعوه وقالوه. بل أطلق في وجههم التحدي الذي يدفع بهم إلى موقع الدفاع ، بعد ما كانوا في موقع الهجوم ، وهذا أبلغ أسلوب في مواجهة التعنّت والتمرّد والعناد ، فإنه يحطّم زهو الطرف الآخر ، عما يحاول أن يظهره من القوّة ، في ما يثيره من تحدّيات وتهاويل.
* * *
بماذا تحدى القرآن الآخرين؟
(قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ) أي مماثلة لهذه السور التي تعتبرونها مفتريات فإذا كان ما أقوم به بشريا ، فإن البشر الآخرين بما يملكون من قدرة ، أو