أي أخلصته.
(يُغْوِيَكُمْ) : الإغواء بمعنى الإهلاك ، فالمعنى : يريد أن يهلككم.
(افْتَرَيْتُهُ) : الفرق بين افتراء الكذب وقول الكذب ، أن قول الكذب قد يكون على وجه تقليد الإنسان فيه لغيره ، وأما افتراء الكذب فهو افتعاله من قبل نفسه.
* * *
قوم نوح يطالبونه بإنزال العذاب
... وجاء جوابهم انفعاليا لا يحمل أيّة مناقشة لما طرحه عليهم من أفكار ، بل هو التشنّج والهروب من الموقف ...
(قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا) ولا نملك أي جواب لما تقول ، ولسنا مستعدين للدخول معك في حوار ، لأننا لا نريد أن نؤمن بك وبرسالتك مهما اعتمدت من أساليب وقدمت من أفكار ، فإذا كان لك ما تهددنا به في إنذارك لنا ، (فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) من العذاب الأليم ، (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) وهذا مظهر تحدّيهم لنوح ، لاعتقادهم أنه غير قادر على ردّ التحدّي بمثله.
* * *
المنطق الهادىء للأنبياء
ولكن الأنبياء لا يواجهون التحدّي بانفعال ، أو بإحباط ، لأنهم لا ينطلقون من موقع ذاتي ، بل يعتبرون أنفسهم مجرّد رسل يبلغون الناس ما يأمرهم الله به ، فإذا واجههم الناس بالتمرّد والتحدّي فإنهم يرفعون الأمر إلى