بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الآيات
(الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١) أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (٢) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (٣) إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٤)
* * *
كتاب أحكمت آياته
(الر) من الحروف المقطعة في القرآن التي تحدثنا عن الوجوه المتصوّرة فيها في أوّل تفسير سورة البقرة. (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ) أي أحكمت آيات هذا الكتاب ، والمراد بالإحكام ـ في ما يذكره صاحب تفسير الميزان ـ «ربط بعض الشيء ببعضه الآخر ، وإرجاع طرف منه إلى طرف آخر بحيث يعود الجميع شيئا واحدا بسيطا غير ذي أجزاء وأبعاض» (١). (ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ) والمراد بالتفصيل ـ في رأيه ـ هو إيجاد الفصل بين أجزاء الشيء
__________________
(١) الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، الطبعة الأولى المحققة ، ١٤١١ ه ١٩٩١ م ، ج : ١٠ ، ص : ١٣٠.