أخرى لا تؤمن بك وبالرسالات والرسل من بعدك ، بل تتحرك في خط الكفر والضلال والعصيان ، وسنمتّعهم ما امتدت بهم الحياة التي قدّرناها لهم ، ولكنهم لن يفلتوا من العقاب ، مهما امتدّ بهم العمر ، وأقبلت عليهم الحياة ، بل سيواجهون نتائج المسؤولية وجها لوجه يوم القيامة (ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ).
* * *
تلك من أنباء الغيب
(تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ) في ما نكشفه لك من غيب التاريخ الذي لم تحضره ، ولم يحضره أحد معك ، (ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ) لأنها لم تنقل إليكم في كتاب ، أو في رواية شاهد من الناس ، (مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) فإن لك في الصبر على ما تلاقيه من قومك وفي الامتداد في خط الدعوة دون تراجع ، مما توحيه التقوى التي تستمد القوّة والثبات في الموقف من الله كل خير وعاقبة طيبة ، تماما كما حصل عليها نوح وقومه ، في ما اتقوا الله وأطاعوه.
* * *