(مِدْراراً) : مبالغة في الدر ، وهو القطر المتتابع غير المفسد.
(اعْتَراكَ) : أصابك.
(بِناصِيَتِها) : الناصية : قصاص الشعر وأعلى الجبهة ، والمراد بأخذها هنا : ملك الأمر كله.
* * *
هود يدعو قومه
وهذا نبيّ آخر جاء بعد تلك الفترة التي أعقبت فترة نوح ، حسب الترتيب القرآني في ذكر الأنبياء ، وهو هود المبعوث إلى قوم عاد الذين كانوا يملكون من القوّة البدنية ، ما أصبح ميزة لهم على الآخرين حتى قيل ـ في حديث قصص الأنبياء ـ إنهم من العمالقة ، وكانت قضية الشرك والتوحيد في العقيدة والعبادة هي القضية التي بدأ بها رسالته ، باعتبارها العنوان الشامل لكل تفاصيل الفكر والعمل ومفرداتهما.
(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً) فقد كان منهم في العشيرة ، (قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) فهي الحقيقة الفكرية والعملية التي تتمحور حولها كل حقائق الحركة الإنسانية في الحياة ، وتوجّه كل خطواتها إلى الطريق المستقيم ، (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ) وكاذبون في ما تدّعونه وتعبدونه من أوثان ، وفي ما تتخذونه لكم من شرائع وأحكام ، بعيدا عن نهج الله وشريعته.
(يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) لأني ليست تاجر مبادئ ورسالات يستغلّها في سبيل تحقيق الربح ، والحصول على الثمن من أتباعه ، فلا أريد منكم أيّ امتياز ماديّ ومعنويّ ، لأن الرساليين الذين يعيشون حياتهم للرسالة لا يبتغون منها عوضا ، بل قد يفكرون بالتضحية بالمال وبالجاه إذا احتاجت حركة