بين التوبة وزيادة القوة
وقد يطرح البعض سؤالا حول هذا التلازم بين التوبة ، وزيادة القوة ، وهطول المطر ، في الوقت الذي نعرف فيه أن الله قد أجرى لكل شيء سببا ، فقدّر لزيادة القوّة شروطا لا بد من تحققها ، وجعل للمطر أسبابا لا بدّ من حصولها.
وقد يجاب عنه ، بأن هذا لا يمنع من وجود المعجزات ، فلعلّ المسألة في الآية خاضعة لهذا الأساس ، ويمكن أن تكون الغاية من ذلك الإيحاء النفسي لهم بأن الله هو مصدر النعم ، فإذا انحرفوا عن طاعته ، فإن النعمة تكون مهدّدة بالزوال ، في ما يمكن أن يحقّقه من أسباب زوالها بطريقة بأخرى ، فيمنع عنهم قطر السماء ، ويضعف قوّتهم ، وإذا أقبلوا عليه ورجعوا إليه فإنه يهيّئ لهم أسباب ما يحتاجونه ويريدونه ، في ما يهمّهم أمره. وهكذا تكون المسألة مسألة تنمية لروحية العقيدة في ما يتفرّع عنها من الجانب العملي ، الذي قد يغفل عنه الآخرون عند ما يفقدون الإحساس بالإيمان ، فلا يشعرون بالارتباط بين الله وبين حركة النعم في حياتهم سلبا أو إيجابا ، والله العالم.
هذا ما قاله هود ، فما ذا كان جواب قومه؟.
* * *
التخلي عن التفكير والإيمان بالخرافة
(قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ