الآيات
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (٥٧) وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (٥٨) وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (٥٩) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ)(٦٠)
* * *
معاني المفردات
(لَعْنَةً) : أي أنهم فعلوا ما يستوجب اللعن دنيا وآخرة. ومعني اللعن البعد عن كل خير.
* * *
استكمال الحجة
ويستكمل هود حجته عليهم في نهاية المطاف ، (فَإِنْ تَوَلَّوْا) أى إن تتولّوا وتعرضوا عن الإيمان بالرسالة ، فهذا شأنكم ومسئوليتكم التي تتحملونها تجاه مصيركم الذي عرّفتكم سلبيّاته وإيجابياته على مستوى الكفر والإيمان ، وبذلك فقد أدّيت ما عليّ ، وألقيت عليكم الحجّة من الله ، (فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ) ولم أدّخر جهدا ، على مستوى المضمون والأسلوب ، (وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ) فلستم أوّل الكافرين ، ولستم آخر البشر ، فإذا لم تؤمنوا فلن ينتهي الإيمان من العالم ، فسيأتي قوم آخرون يستخلفهم الله ليعمروا الأرض ،