الذي يمثله صالح عند الله ، فلم يكترثوا لذلك ، وأصرّوا على ما عزموا عليه ، فجاء العذاب : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا) لأن الله كتب على نفسه الرحمة بمن آمن به وعمل في سبيله ، (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) بما يمثّله العذاب من عار وخزي عند ما ينزله الله على أحد من عباده ، كنتيجة لغضبه ، (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) الذي إذا أراد شيئا فعله ، ولا قوّة لأحد في الوقوف أمامه في ما يريد وفي ما يفعل ، فليس لأحد إلا الخضوع أمام العزّة القوية القادرة القاهرة المهيمنة على الأمر كله.
* * *
النهاية المحتومة
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) التي رجفت لها قلوبهم ، وارتعدت لها فرائصهم ، لأنها كانت من الشدة بالمستوى الذي يصعق له الإنسان ، فلا يملك حراكا (فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) أي ساقطين على وجوههم ، (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها) أي لم يقيموا فيها ، وهو كناية عن زوال أي أثر من آثار الوجود والحركة منها تماما كما لو لم يكن فيها أحد ، وتلك هي العبرة الواعية لمن يريد أن يعتبر ، بما تبينه من نتائج سلبية مدمرة للتمرّد على الله ، (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ) اي جحدوه ، وهذا هو البيان الذي يقدمه الله للناس ، (أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) وهذه هي النتيجة الطبيعيّة لكفرهم ، لأن الله يبعد الكافرين عن رحمته ، فيعذبهم في الدنيا والآخرة.
* * *