إنّ الإيمان قد عمر قلب أبي طالب ففاض قولاً وعملاً صالحاً ذاد به عن الإسلام حتّى الرمق الأخير من حياته ، فقد توفّي عليه السلام ودُفن في شِعب أبي طالب بُعيد أيّام الحصار الذي كان يمرّ به الإسلام ، فكانت نتيجته الجنّة والرضوان.
واعلم أنّ أوّل من عمل على إقامة مجلس عزاء تأبيني في ذكرى وفاته هو : الشيخ عبـد الحميد بن إبراهيم بن حسين الهلالي ، وذلك سنة ١٣٨٠ هـ / ١٩٦٠ م ، في النجف الأشرف بالعـراق.
وإنّ أوّل من ألّف حول أبي طالب هو : أبو هفّان عبـدالله بن أحمد العبدي البصري (ت ٢٥٧ هـ).
أمّـا أبـو طالـب فهو : عبـد مناف (١) (عمران) (٢) بن عبـد المطّلب (شيبة الحمد) بن هاشم (عمرو) بن عبـد مناف (المغيرة) بن قصيّ.
وُلد بمكّة المكرّمة قبل مولد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بخمس وثلاثين سنة وقبل الهجرة بخمس وثمانين سنة (٣) ، وتوفّي في النصف من شوّال في السنة العاشرة من البعثة ، وقيل : في آخر شوّال وأوّل ذي القعدة (٤) وهو ابن بضع وثمانين سنة ، وكانت وفاته بمكّة ودُفن بالحجون (٥).
أُمّه : فاطمة بنت عمرو بن عائد المخزومية.
زوجته : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبـد مناف بن قصيّ.
___________
(١) المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ ١ / ٣٦.
(٢) عمدة الطالب : ٢٠.
(٣) الأعلام ـ للزركلي ـ ٤ / ١٦٦.
(٤) أنساب الأشراف ١ / ٤٠٥ ، الكامل في التاريخ ـ لابن الأثير ـ ٢ / ٩٠.
(٥) سفينة البحار ٢ / ١٤٠.