اللفظي ، إذ لو أراد به الأعـمّ من المعنوي واللفظي فإنّه لن يكون جامعاًرحمه الله لخروج توكيد الحرف والفعل والجملة.
وأمّا ما ذكره بعض النحاة كابن بابَشاذ (ت ٤٦٩ هـ) من أنّ : «التأكيد هو : تمكين المعنى في النفس بإعادة لفظ أو معنى لفظ» (١) ، وابن معطي (ت ٦٢٨ هـ) من أنّه : «تحقيق المعنى في نفس السامع» (٢) ، وغيرهما (٣) ، فهو بيان للتوكيد بمعناه المصدري بوصـفه فعلاً يحدثه المتكلّم ؛ ولا بيانَ فيه لمعنى اللفظ المؤكّد الذي هو أحد التوابع الخمسـة.
وقد حدّ ابن عصفور (ت ٦٦٩ هـ) التأكيد بأنّه : «لفظ يراد به تمكين المعنى في النفس ، أو إزالة الشكّ عن الحديث ، أو المحدَّث عنه ... فالذي يراد به تمكين المعنى في النفس : التأكيد اللفظي ... والذي يراد به إزالة الشكّ عن الحديث : التأكيد بالمصـدر ، فإذا قلت : (مات زيدٌ موتاً) ارتفع المجاز ، والذي يراد به إزالة الشكّ عن المحدّث عنه : التأكيد بالألفاظ التي يبوّب لها في النحو ، وهي : للواحد المذكَّر : نفسُـهُ وعينُـهُ وكلُّـه ...» (٤).
ويلاحظ عليه : إنّ إدخاله المفعول المطلق وهو من المنصوبات في باب التوكيد الذي هو من التوابع غير سديد.
___________
(١) شرح المقدّمة المحسـبة ، طاهر بن بابشاذ ، تحقيق خالد عبـد الكريم ٢ / ٤٧.
(٢) الفصول الخمسون ، ابن معطي : ٢٣٥.
(٣) أ ـ اللباب في علل البناء والإعراب ، أبو البقاء العكبري ، تحقيق غازي طليمات ١ / ٣٩٤.
ب ـ البسيط في شرح جمل الزجّاجي ، الإشبيلي ، تحقيق عيّاد الثبيتي ١ / ٣٦١.
(٤) أ ـ المقرّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمّـد معوّض : ٣١٦.
ب ـ شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح ١ / ٢٦٢ ـ ٢٦٤.