(بسـم الله الرحمن الرحيم كَهَيَعَص) (١) إلى قوله : (اسـمه يحيى) (٢) ثمّ أمسك ، فاستيقظت وقلت : هذه بشارة بولد يكون اسمه يحيى ، قد سمّاه الله بذلك بشارة بحياته ، فشكرت الله ، ثمّ عُدتُ فغلبني النوم ، فرأيته قد جاء حتّى وقف أمامي ، ثمّ استفتح وقرأ : (يا مريم) إلى قوله : (ويرث من آل يعقوب) (٣) ثمّ أمسك ، فاستيقظت وقلت : الحمد لله هذه بشارة لي بحياته وإنّه يرثني ، فشكرت الله سبحانه ، وأضاء الصبح ، فقضيت صلاتي.
قال : فلمّا كان الليلة التي ولدتَ يا ولدي فيها ، أخذ عيني النوم فسمعت قارئاً يقرأ السورة بعينها حتّى بلغ إلى قوله تعالى : (وآتيناه الحكم صبياً) (٤) ، فاستيقظت والنساء يضحكن : لك البشرى! هذا ولد ذكر ، فشكرت الله تعالى.
قال أبي : واستدعيتك إليّ وأذّنت في أُذنك اليمنى وأقمت في اليسرى ، وحنّكتك بشيء من تربة الحسـين عليه السلام في ماءٍ عذب ، وسمّيتك يحيى وكنّيتك أبا الفضل ، وكان مولدك في أوائل شوّال سنة خمس وسبعين وخمسمائة ، فـي السنة التي ولي فيها الإمام الناصر رضي الله عنه. انتـهى (٥) ..
أمّا القسم الآخر الذي كتبه الحموي عن أحوال ابن أبي طيّ وذكر فيه مصنّفاته ، وأورده ابن شاكر الكتبي (ت ٧٦٤ هـ) في فوات الوفيات ـ كما مرّ ذكره ـ ، فهو :
____________
(١) أوّل سورة مريم.
(٢) سورة مريم ١٩ : ٧.
(٣) سورة مريم ١٩ : ٦.
(٤) سورة مريم ١٩ : ١٢.
(٥) رياض العلماء ٥ / ٢٨ رقم ٣٣٣٠.