يشفي العليل ويروي الغليل ، يحتاج إلى نسخه وطبعه ؛ لأنّه جمع من الفوائد ما لا يكاد يوجد في غيره. انتهى (١).
وكتب الأُستاذ الدكتور مصطفى جواد أيضاً في ترجمة ابن أبي طيّ عدّة مواضيع ، كان بعضها جديداً ، ولم يتّضح المصدر الذي نقل عنه :
كان أبوه نجّاراً شيعيّاً ، وكذلك كان جدّه ، واشتغل هو بصنعة النجارة مع أبيه برهة من الزمان ، ثمّ تركها وحفظ القرآن الكريم وتعلّم الكتابة.
ومال إلى طلب العلم والأدب ، ولقى العلماء وجالس الفضلاء ، فقرأ فقه الإماميّة على أبي جعفر محمّـد بن علي بن شهرآشوب ، وقرأ علم الخلاف على أبي الثناء محمود بن طارق الحلبي الفقيه الحنفي.
ثمّ انتقل إلى تعليم الصبيان وإقراء القرآن إلى سنة ٥٩٧ ، ثمّ اختصّ بتعليم ابن لأحد من الوزراء إلى سنة ٦٠٠ هـ ، ثمّ ترفّع عن التعليم وأنف منه ولزم داره ، وطلب مشايخ الأدب فقرأ عليهم ودرس.
ثمّ أقبل على نظم الشعر ومدح الملك الظاهر الغازي بن صلاح الدين الأيّوبي ، وارتفعت منزلته عنده وولاّه نقابة الفتيان في سنة ٦٠٩ هـ ، فكان نقيب حضرته في الفتوة.
ثمّ أحبّ التصنيف ، فصنّف كتباً في التاريخ وتفسير القرآن الكريم والآداب والفقه والأُصول كثيرة ، منها «التاريخ الكبير» المسمّى معادن الذهب في تاريخ حلب ، جمع فيه أخبار الملوك والعلماء ، وأخبار الشام التي لا توجد مجموعة في كتاب قديم ، والحديث في عصره ؛ وابتدأ به من أوّل الفتوح إلى سنة ٥٨٩ ، وواصل فيه الدول وأخبارها القديمة في الإسلام
____________
(١) أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ٤ / ٣٥٤.