بالاسكندرية.
ولقي ابنَ الفحّام ، وقرأ عليه بالسبْع بكتابه الذي صنّفه. قال : وكُنْتُ هذه السنة بالبصرة ، وسمعت من لفظ ابن الحريري خطبة المقامات التي صنَّفها.
ثمّ ذكر أنّه دخل المغرب ، وأنّه سمع سنة سبعٍ وأربعين من الكُروخي كتاب الترمذي ، ودخل دمشق والجزيرة ، واستقرّ بحلب في سنة سـت وستمائة بعد أن أخذه شيخ السلامية وزير صاحب آمِد ، وبنى في وجهه حائطاً ، ثمّ خُلّص بشفاعة الظاهر صاحب حلب ، لأنّه هجا ابن شيخ السلامية.
وأقام بحلب ، وجعل له صاحبُها كلَّ يوم ديناراً صورياً وفي الشهر عشرة مكاكي حنطة ولحم.
وأخبرني أنّه صنّف كتاب نكت الأنباء في مجلَّدين ، وكتاب جَنَّةُ الناظِر وجُنَّة المناظر خمس مجلّدات في تفسير مائة آية ومائة حديث ، وكتاباً في تحقيق غيبة المنتظر وما جاء فيها عن النبيّ عليه السلام وعن الأئمّة ووجوب الإيمان بها ، وشرح قصيدة البائية للسـيد الحميري ، وغير ذلك ، فسألته أن يأذن لي في نسخ هذه الكتب وقراءتها ، فاعتذر بالتقيّة ، وأنّه مسترزق من طائفة النصب ..
قال : وكان هذا الأشرف من نوادر الدهر علماً وحفظاً وأدباً وظرفاً ونادرةً وكرماً ، كان يعطي ويهب ويخلع ، قدح عينيه ثلاث مرّات. وحكى لي : أنّه لا يطيق ترك النكاح. ورزق بنتا في سنة تسع قبل موته بسنة ، ولم يفقد شيئاً من أعضائه ، لكن قلَّ بصره ، وأنشدني لنفسه كثيراً ، مات بحلب في تاسع وعشرين صفر. وقد كانت العامّة تطعن عليه عند السلطان ،