ذا من عالمٍ ، فلم أسمع منه» (١).
ولذا لمّا سئل ابن معين (٢) عن الزهري والأعمش قال : «برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري ، الزهري يرى العرض والإجازة ، ويعمل لبني أُميّة ، والأعمش فقير صبور ، مجانب للسلطان ، ورع ، عالم بالقرآن» (٣).
وإذا كان هذا حكم العمل لبني أُميّة ، فكيف يكون الميل على بني أُميّة ذمّاً ، كما هو ظاهر عبارة ابن عساكر في أبي عَرُوبة الحرّاني؟! (٤).
بل كيف يكون من شرط أخذ الحديث الترحّم على معاوية؟!! فقد حكى الكتّاني أنّ شيخه عبـد الرحمن بن محمّـد الجوبري قال له : «ما أُحدّثك حتّى أدري مذهبك في معاوية! فقلت : صاحب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] ، وترحّمت عليه. فأخرج إليَّ كتب أبيه جميعها» (٥)!
* هو واهٍ من قبل دينه لأنّه كان لا يصلّي :
وهكذا جاء بترجمة «زاهر بن طاهر» الموصوف عندهم بـ: «الشيخ العالم ، المحدّث المفيد ، المعمّر ، مسند خراسان» الذي روى الكثير ببغداد وبهراة وأصبهان وهمدان والريّ والحجاز ونيسابور ، وروى عنه المحدِّثون في هذه البلاد ، كأبي موسى المديني والسمعاني وابن عساكر وغيرهم من كبار الأئمّة ..
____________
(١) ميزان الاعتدال ١ / ٦٢٥.
(٢) لقّبه الأئمّة بـ: «إمام المحدِّثين». الكاشف ٣ / ٢٥٥ ، تهذيب التهذيب : رقم ٧٩٣٠.
(٣) تهذيب التهذيب ٤ / ١٩٧.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥١١.
(٥) سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤١٥.