فإذا كان واهياً من قبل دينه ، لأنّه كان لا يصلّي ، والصلاة عماد الدين كما في الحديث عند المسلمين ، وتركها من أكبر الكبائر المخلّة بالعدالة الموجبة للدخول في النار ، فما وجه الرواية عنه؟!
يقول الذهبي : «الشَرَهُ يحمِلُنا على الرواية لمثلِ هذا» (١).
وهل يُقبل هذا العذر؟!
* كان يشرب الخمر وهو من رجال أبي داود وابن ماجة :
«وعمر بن يعلى بن مرّة الثقفي الكوفي» من رجال أبي داود وابن ماجة ، قال الساجي : «حدّثني أحمد بن محمّـد ، قال : حدّثنا يحيى بن معين ، قال : سـمعت جرير بن عبـد الحميد يقول : كان عمر بن يعلى بن منبه الثقفي يشرب الخمر».
وقال البخاري : «حدّثنا علي ، قال : قال جرير : كان عمر بن يعلى يحدّث عن أنس ؛ فقال لي زائدةـوكان من رهطه ـ: أيّ شيء حدّثك؟! قلت : عن أنس. قال : أشهد أنّه يشرب كذا وكذا ، فإنْ شئت فاكتب وإنْ شئت فدع» (٢).
هل يُقبل الجرح من المتعاصرين؟
ثمّ هل من الضوابط أنْ لا يكون الجارح معاصراً للمجروح ، فلو كانا متعاصرَين لا يقبل جرح أحدهما الآخر؟!
والموارد من هذا القبيل كثيرة جدّاً ...
____________
(١) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٩ ـ ١٢.
(٢) تهذيب الكمال ٢١ / ٤١٩ ـ ٤٢٠.