قالوا : لا يُقبل جرح المعاصر لمعاصره ، لأنّه يكون غالباً عن الحسد والمنافسة على الرئاسة ...!!
ولكنْ ، كيف ذا ، والجارحون من أكابر الزهّاد وأئمّة الورع والاحتياط كما بتراجمهم؟! وإذا كانوا حقّاً كذلك ، فالصحيح هو الاعتماد على الجرح الصادر منهم لمعاصريهم ، لأنّه شهادة عن حسٍّ ، ولا يجوز ردّ شهادة العدل ، سواء كانت بالوثاقة أو بالضعف ...
ولنذكر نماذج من تلك الموارد :
١ ـ بين أبي نعيم الأصبهاني وابن مندة :
قال الذهبي : «أحمد بن عبـدالله الحافظ ، أبو نعيم الأصبهاني ، أحد الأعلام ، صدوق ، تُكلّم فيه بلا حجّة ، ولكنّ هذه عقوبة من الله ، لكلامه في ابن مَندة بهوىً!!
... وكلام ابن مندة في أبي نعيم فظيع ، لا أُحبُّ حكايته ، ولا أقبل قول كـلٍّ منهمـا في الآخـر ... كلام الأقـران بعضهم في بعضٍ لا يُـعبأ به ، لا سيّما إذا لاح لك أنّه لعداوةٍ أو لمذهب أو لحسد ...» (١).
٢ ـ بين مغيرة وأبي إسحاق السبيعي والأعمش :
روى جرير عن مغـيرة أنّه قال : «ما أفسد حديث أهل الكوفة غير أبي إسحاق والأعمش».
قال الذهـبي : «لا يسـمع قول الأقران بعضـهم في بعض ، وحديث
____________
(١) ميزان الاعتدال ١ / ١١١.