وقد لاحظ الرضيّ على هذا الحدّ : «أنّ الصفات يعطفُ بعضها على بعضٍ ، كقوله :
إلى المَلكِ القَرْمِ وابـنِ الهُمـامِ |
|
وليثِ الكتيبة في المزدَحَمِ |
... فيجوز أن يعترض على حدّه بمثلِ هذهِ الأوصاف ؛ فإنّه يطلق عليها أنّها معطوفة ، إلاّ أن يدّعى أنّها في صورة العطف ، وليست بمعطوفة [حقيقةً] ، وإطلاقُهم العطفَ عليها مجاز» (١).
وأمّا ابن عصفور (ت ٦٦٩ هـ) فقد حدَّ عطف النسق بأنّه : «حمل الاسم على الاسم ، أو الفعل على الفعل ، أو الجملة على الجملة ، بشرط توسّط حرف بينهما من الحروف الموضوعةِ لذلك» (٢).
وقال في شرحه : إنّه لا يجوز العطف في ما عدا ذلك ، فإنْ وُجد اسمٌ معطوفاً على فعل ، أو فعل معطوفاً على اسم ، فلا بـد أن يكون الاسم في تقدير الفعل ، أو الفعل في تقدير الاسم ، وكذلك إنْ وُجدت جملة معطوفة على مفرد ، أو مفرد معطوفاً على جملة» (٣).
وحدّه الإشبيلي (ت ٦٨٨ هـ) بقوله : «العطف : تشريك الثاني مع الأوّل في عامله بحرف من هذه الحروف ، وهي عشرة ... فإذا قلت : قامَ زيدٌ وعمروٌ ، فالعامل في عمرٍو الفعل المتقدّم» (٤).
____________
(١) شرح الرضيّ على الكافية ٢ / ٣٣٢.
(٢) أ ـ شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح ١ / ٢٢٣.
ب ـ المقرِّب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوّض : ٣٠٦.
(٣) شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ١ / ٢٢٣.
(٤) البسيط في شرح جمل الزجّاجي ، ابن أبي الربيع الإشبيلي ، تحقيق عيّاد الثبيتي ١ / ٣٢٩.