التشريك في العاطف إلاّ بين الفعلين فقط ، وما عدا الفعلين إنّما هو تابع لهما» (١).
وحدّه ابن مالك (ت ٦٧٢ هـ) بأنّه «المجعول تابعاً بأحدِ حروفه» (٢) ، أي : بأحدِ حروف العطف ، وهو ما عبّر عنه في أُرجوزته الألفيّة بقوله :
تالٍ بحرفٍ متبعٍ عطفُ النّسَقْ |
|
كَاخْصُصْ بودٍّ وثناءٍ مَن صَدَقْ |
وقد وافق ابنُ الناظم (ت ٦٨٦ هـ) والدَه على مضمون هذا الحدّ ، وصاغه بقوله : «إنّه التابع المتوسّط بينه وبين متبوعه أحد [حروف العطف] ... والتالي في قوله : (تالٍ بحرفٍ مُتبعٍ) بمعنى التابع ، وهو جنس للتوابع ، فلمّا قيّده بالحرف المُتبِعِ ، أخرج غير المحدود عنه» (٣).
وقال الأشموني (ت ٩٠٠ هـ) في شرح هذا الحدّ : «ومُتبع يُخرجُ نحو : مررتُ بغضنفرٍ ، أي أسدٍ ؛ فإنّ أسداً تابع بحرفٍ ، وليس معطوفـا عطف نسق ، بل بيان ؛ لأنّ (أي) ليست بحرفٍ مُتبع على الصحيح ، بل حرف تفسير» (٤).
وحدّه أبو حيّان الأندلسي (ت ٧٤٥ هـ) بقوله : «عطف النسق : حملُ مفردٍ أو جملة على نظيره بحرفٍ غير جارٍ للاشتراك في الحكم» (٥).
والظاهر من تعبيره بـ (المفرد) أنّه يريد به ما يشمل كلاًّ من الاسم والفعل.
____________
(١) شرح جمل الزجّاجي ، الخولاني : ٤٨.
(٢) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمّـد كامل بركات : ١٧٤.
(٣) شرح ابن الناظم على الألفيّة : ٢٠٣.
(٤) شرح الأشموني على الألفيّة ، تحقيق حسن حمد ٢ / ٣٦١.
(٥) غاية الإحسان في علم اللسان ، أبو حيّان الأندلسي ، مصوّرتي عن مخطوطة دار الكتب المصرية ، الورقة ٩ / ب.