هي من نصيب الوارث ، فكيف يمنعها عن الوارث؟!!
وفي موضع آخر (١) قالت عليها السلام في معرض خطبتها المعروفة تجاه المهاجرين :
قالت ـ بعد الثناء على الله تعالى بأبلغ ثناء ، وذِكر نعمة الرسول صلى الله عليه وآله على هدايته للأُمّة ، وكثرة وشدّة بلاء ابن عمّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عليّ بن أبي طالب في إرساء الدين ـ : وأنتم في بُلَهْنِيَةٍ من العيشـاي سعة ـ وادعون آمنون ، حتّى إذا اختار الله لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم دار أنبيائه ظهرت حسيكة النفاق ، وسمل جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبع خامل الآفلين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر في عرصاتكم ، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه صارخاً بكم ، فوجدكم لدعائه مستجيبين ، وللغرّة فيه ملاحظين ، فاستنهضكم فوجدكم خفافاً ، وأحمشكم فألفاكم غضاباً ، فوسمتم غير إبلكم ، وأوردتموها غير شربكم.
هذا ، والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لمّا يندمل ، بداراً زعمتم خوف الفتنة .. (ألا في الفتنة سقطوا وإنّ جهنّم لمحيطة بالكافرين) (٢) ، فهيهات منكم! وأنّى بكم؟! وأنّى تؤفكون؟! وهذا كتاب الله بين أظهركم ، وزواجره بيّنة ، وشواهده لائحة ، وأوامره واضحة ، أرغبةً عنه تدبرون؟! أم بغيره تحكمون؟! (بئس للظالمين بدلا) (٣) ... (ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (٤).
____________
(١) بلاغات النساء : ١٢ ـ ٢٠ ، الاحتجاج ١ / ٢٦٣ ، بحار الأنوار ٢٩ / ١٠٨ ح ٢ وص ٢٣٣ ضمن ح ٨ خطبة الزهراء عليها السلام ، وانظر : شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢١٢.
(٢) سورة التوبة ٩ : ٤٩.
(٣) سورة الكهف ١٨ : ٥٠.