لفكرة معينة بشكل لا شعوري ، فيستسلم من دون أن يعرف لماذا حدث ذلك ، وكيف تحرك في هذا الاتجاه. وهكذا كانت أم موسى واقعة تحت تأثير هذا الهاجس الروحي الذي صوّر لها المسألة بتفاصيلها المحتملة التي تؤدي إلى الشعور بالأمان في ما يمكن أن يتطور إليه أمر ولدها موسى باتجاه الأمان ، الذي يوحي به القرآن ..
* * *
موسى عليهالسلام في بيت فرعون
(وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) فقد أبصره فرعون ، وأمر خدمه أن يأتوا به إليه عند ما وقف التابوت في زاوية من الشاطئ. وما إن أبصره حتى وقع حبه في قلبه ، وبدأ الاستعداد لتدبير من يكفله ويحضنه ويرعاه ويربيه.
(وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) أي ليكون صنع شخصيتك ، ونمو تربيتك ، وحركة حياتك تحت رعاية الله ، وبعينه التي تلاحقه في كل أجواء طفولته الأولى ، في ما أوحى به إلى أمه من تدابير الإنقاذ ، وما أودعه من محبة له في قلب فرعون الذي لم يعرف قلبه الحب للطفولة البائسة المعذبة في شعبه ، وفي ما يدبره له من رجوع كريم إلى أمه من جديد.
(إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ) فتدخل إلى بيت فرعون كإنسانة عادية لا علاقة لها بالصبي ، فتجد القوم مشغولين به ، متسائلين عن المرأة الصالحة لرعايته وكفالته ، فتستفيد من هذه الحالة الحائرة لتوجيه الاهتمام إلى أمه ، باعتبارها الإنسانة القادرة على إرضاعه والعناية به .. (فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ) قالتها ، بكل عفوية ، لتوحي إليهم بأن المسألة لا تعدو أن تكون مجرد اقتراح