للمهتدين ، عما أسلفوه من كفر وشرك وانحراف ، وفي ما يمكن أن يقعوا فيه من خطايا وذنوب.
* * *
سقوط قوم موسى عليهالسلام في التجربة
(وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى) وهذا خطاب من الله لموسى عليهالسلام في مناجاته له في الطور ، فقد كان من المفروض أن يلتقي ربه مع قومه ، ولكنه استعجل فوصل قبلهم ، (قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي) سائرون خلفي ، ولكن شوقي إليك وحبي لك قادني إليك بسرعة ، (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى) فأنت الرب الواحد الذي ألقاه ولا ألقى غيره بكل قلبي وحبي وإيماني لأنك غايتي ومقصدي وملجئي في كل شيء. ولهذا لم أنتظرهم بل عجلت إليك لأحصل على حبك ورضاك ، لكن قومه لم يلحقوا به فكأنما أراد الله أن ينبئه بالسؤال عن حقيقة حال قومه.
(قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ) واختبرنا إيمانهم بالتجربة الصعبة التي تهز مشاعرهم ، وتزلزل كيانهم ، وتعيدهم إلى أجواء الأصنام التي كانوا يعبدونها أو يعيشون أجواءها لنعرف صدق إيمانهم ، فسقطوا في الامتحان ، (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) الذي صاغ لهم العجل وأخرجه إليهم بطريقة عجيبة حتى كان له خوار ، كما لو كان من لحم ودم. ولم يكن هؤلاء هم السبعون رجلا الذين جاؤوا معه لمناجاة الله ، بل هم الباقون مع هارون.
(فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً) فقد هزته المفاجأة التي أسقطت كل خططه بعد أن ركز على هؤلاء الذين بذل كل جهده في سبيل تحريرهم من عبوديتهم لفرعون ، ليحررهم من عقلية الأوثان ليخلصوا العبادة لله ، ويلتزموا خط الإيمان به وحده. وجاء الآن ليأخذ من ربه وحي الشريعة التي يريد ، من