ملاحظة على موقف موسى عليهالسلام من هارون
ولنا ملاحظة ، على الموقف العنيف الذي اتخذه موسى عليهالسلام من أخيه ، هذا الموقف الذي أبدى فيه غضبا ظاهرا على ما وصل إليه حال قومه في غيابه.
إننا لا نجد في موقفه هذا ابتعادا عن خط الطاعة لله ليكون منافيا للاستقامة الشرعية في دائرة العصمة ، ولكننا نجد فيه انسياقا مع نقاط الضعف الانفعالية التي توحي بأن بشرية النبي قد تدفعه إلى نقاط الضعف الطبيعية التي قد يغفل فيها عن بعض المناسبات الشكلية أو المعنوية.
* * *
موسى عليهالسلام والسامري
(قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُ) كيف فعلت ما فعلته من هذا الأمر الخطير الذي جئت به؟ وهذا هو معنى الخطب الذي هو الأمر الخطير الذي يهمك ، (قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها) وتتحدث الروايات المتنوعة عن هذا الذي بصر به السامري وحده ، ولم يبصره الآخرون ، عن رؤيته جبرئيل وقد نزل الوحي على موسى ، أو رآه على فرس من الجنة أمام فرعون وجنوده حين دخلوا البحر فأغرقوا ، فأخذ قبضة من تراب أثر قدمه أو أثر حافر فرسه ، ومن خاصة هذا التراب أنه لا يلقى على شيء إلا حلت فيه الحياة ودخلت فيه الروح ، فحفظ التراب حتى إذا صنع العجل ألقى فيه من التراب فحيّ وتحرك وخار ...
ولكن دراسة هذه الروايات تجعل الباحث يشكك بوثاقتها ، لأنها تتناقض