الممكن ، بحسب طبيعة الأشياء ، أن يستمر فيها مع أولاده ، لو لا ثأر الشيطان لطبيعته أمام النشأة الإنسانية الأولى.
ومن الطبيعي أن مثل هذا الجو القصصي الإيحائي لا بد أن يتحرك في رسم الخطوط العامة لموازين الثواب والعقاب.
* * *
دروس من قصّة آدم عليهالسلام
(وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ) وأوصيناه وحذرناه مما قد يواجهه من تجربة الانحراف تسويلات إبليس الذي يحمل له أكثر من عقدة منذ أن عصى إبليس أمر الله بالسجود لآدم ، في الوقت الذي لم يحمل له آدم أيّ شعور مضادّ ، ولكن آدم لم يتعمّق في وعي الموضوع ، ولم يأخذ الأمر مأخذ الجدية والاهتمام ، وبقي مستمرا ببراءته العفويّة والبساطة الصافية في مواجهته للأشياء ، (فَنَسِيَ) ما ذكرناه به فترك الامتثال للنصيحة الإلهية التي لم تكن أمرا تشريعيا يستتبع عقابا جزائيا ، بل كان أمرا إرشاديا يتحرك من المنطق الطبيعي للأمور في ما ترتبط به النتائج بمقدماتها ، (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) بما يعنيه العزم ، من التصميم على التنفيذ ، وتحريك الإرادة في حسم الموقف بقوّة ، لأنّه كان يعيش الضعف البشري أمام الحرمان ، والتجربة الضيّقة أمام الآفاق الرحبة للمستقبل القريب أو البعيد.
ولسنا الآن في مجال الحديث عن حكاية عصمة آدم ليتحدث المتحدثون أن هذا الموقف كان قبل النبوة ، فلا يثير مشكلة في هذا الجانب ، أو ليقول البعض بأن الأمر ليس مولويا لتكون مخالفته عصيانا تكليفيا ، بل هو أمر إرشادي يشبه النصيحة ، فلا يترك أي أثر سلبي على مستوى الالتزام بالشريعة ، بل نحن هنا في مجال التأكيد على أن الأسلوب القرآني لا يريد أن يعمّق في