المسألة ، وهو الانفتاح على الله ، وتأكيد العلاقة معه في حركة التقوى في داخل النفس وخارجها.
(لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) فليست الصلاة ، أو مطلق العبادة حاجة لله لدى عبده ، لتكون بمثابة الرزق الذي يطلبه منه ، لأنه الغني المطلق الذي يطلب ما يطلبه من عبده من موقع الناصح الذي يريد له المصلحة. فالإنسان هو الذي يحتاج إلى الله في كل شيء ، فهو الذي يرزقه في كل ما يحتاجه من شؤون الرزق في الحياة ؛ ولكن المسألة هي مسألة التقوى وهي العنوان الأنقى لحياة الإنسان في الدنيا ، ولمواقعة في الآخرة ، فهي التي تبقى وتستمر. وتحقق للإنسان أفضل النتائج على مستوى قضية المصير.
* * *
المعجزة وسيلة لإقامة الحجّة
(وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ) ويبقى الهاجس الذي يطوف بخيالات المشركين في حديثهم عن النبي ، هو المعجزة الخارقة التي تدهش النظر بتغيير المألوف من الظواهر الكونية من حولهم ، تماما كما كانوا يسمعونه من عصا موسى عليهالسلام وإبراء عيسى عليهالسلام الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ؛ ولذلك فقد كانوا يقترحون عليه أمثالها أو ما يقرب منها. ولكن المعجزة ليست عملا استعراضيا يقوم به النبي من أجل إبراز قدرته التي تصدم الحس ، وتلهب الخيال ، بل هي وسيلة من وسائل إقامة الحجة على الناس ، في ما يعتبر بينة للرسالة ، في حالات الشك والريب في صدقية النبي ورسالته. ولذلك فإن النبي محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم جاء بالقرآن الذي يشتمل على كل ما في الصحف الأولى التي جاء بها الأنبياء السابقون مما لم يتعلمه عند أحد من الناس ، كما يعرفونه من أمره ، في ما يعرفونه من دقائق حياته ، وهو الكتاب الذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ