إنها الغفلة المتعمدة التي يرفض فيها الإنسان أن يفكر ويحاور ، أو يتراجع أمام الحجة القوية التي يثيرها الآخرون ضد فكره فينغلق على الذات ، ويبتعد عن الواقع الحاضر والمستقبلي نتيجة ما تتمخض عنه المواقف السلبية من نتائج خطيرة على مصيره.
وتلك هي مشكلة الأنبياء الذين يواجهون هؤلاء الناس الذين يحملون ، أو يثيرون أفكارا خاطئة ، حول النبي والنبوة ، كما لو كانت أفكارا نهائية حاسمة ، لا مجال فيها للجدل.
ويبقى للقرآن في قصة الإنسان الغافل ، ومشكلة النبي الداعية ، أن يبسط المشكلة ، ويعالج الفكرة من حيث طبيعتها الموضوعية ، ونتائجها السلبية ؛ لتكون درسا لإنسان المستقبل الذي يفتح قلبه للفكر القادم من الوحي المتحرك في طريق العقل.
* * *