الأبحاث العلمية الحديثة ، سواء في أصل الوجود أو في استمراره.
(أَفَلا يُؤْمِنُونَ) من خلال ما تثيره هذه الظاهرة من أفكار ومشاعر ، وما تفتحه من آفاق للمعرفة ، في القوة الحكيمة المدبّرة الخالقة للأشياء ، ومما يجعل من الإيمان بالله حالة فكرية ووجدانية يتحرك نحوها الإنسان بفطرته التي تحرك النظر وتوحي بالفكر.
(وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ) وهي الجبال التي تحفظ توازن الأرض واستقرارها مما قد تختلف طبيعته ، فقد يكون من خلال التوازن بين الضغط الخارجي على الأرض والضغط الداخلي في جوفها ، مما تختلف فيها المواقع في أنحاء الأرض ، وقد يكون بروز الجبال في مكان من الأرض معادلا لانخفاض الأرض في موضع آخر ، وقد يكون هناك أشياء أخرى ، مما يتم به التوازن مما قد يكتشفه العلم بطريقة أو بأخرى.
(وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) فلم نجعلها ـ أي الجبال ـ مغلقة أمام السائرين السالكين الذين يتحركون فيها ليصلوا ـ من خلالها ـ إلى غاياتهم ، بل جعلنا في داخلها فجوات وثغرات بين حواجزها العالية ، لتكون طرقا وسبلا ، ليهتدوا من خلال ذلك إلى مقاصدهم ، وليهتدوا إلى الإيمان بالله عند ما يدرسون ما في ذلك من دلائل على وجود الله.
(وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) وذلك بما يتمثله الناس من صورة السماء بالنسبة إلى الأرض ، في ما يشبه السقف على أساس إعطاء الفكرة من خلال الصورة الظاهرة ، أما صفة الحفظ ، فقد تكون بمعنى الحفظ من استراق السمع ، الذي يذكر القرآن أنهم كانوا يمارسونه في وقت ما ، وقد تكون بمعنى الحفظ من بعض حالات الخلل الذي قد يحدث في بعض أنحاء الكون كالأرض ، من زلازل وبراكين وفيضانات ، مما يوجب انهدام جزء منها ، أو تصدعه ، أو غير ذلك من المعاني (وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ).