(أَعُوذُ) : أعتصم.
(بَغِيًّا) : البغي : الزنى ، وهو هنا كناية عن النكاح.
(مَقْضِيًّا) : محتوما.
* * *
مريم عليهاالسلام في أجواء المعجزة الإلهية
وهذه قصة أخرى ، في أجواء المعجزة الإلهية ، وهي تختلف عن قصة زكريا في أنها تتحدى المألوف في عملية الخلق ، ذلك أن الخليقة التي بدأت بحفنة من طين نفخ الله فيها من روحه فكان آدم ، وكانت حواء ، دون أب أو أم ، ثم كان التوالد على أساس التقاء الرجل والمرأة ليكون الإنسان نتيجة هذا اللقاء الزوجي. واستمرت البشرية في هذا الخط حتى أصبح القاعدة التي تحكم التصور كما تحكم الواقع.
وجاءت قصة ولادة مريم (ع) لعيسى (ع) لتخرق هذا القانون الطبيعي بقوة ولتعرف البشرية مخلوقا ولد من أم دون أب ، ولتفرض ولادته تصورا جديدا في أجواء العقيدة ، من خلال التعمّق في فهم سر قدرة الله في عملية الإيجاد المتنوع في كل مظاهره الدالة على وحدانية الله وقدرته ، حيث لا تمنع ألفة الوضع الطبيعي للتناسل التفكير الدقيق في إعجاز الأساس الذي أودع في لقاء النطفة بالبويضة سر الحياة التي ينشأ عنها الإنسان. وبذلك لا يكون في إعجاز الخلق فرق ، بين خلق آدم وخلق عيسى ، وخلق الناس بالطريقة العادية ، بل كل ما هناك أننا ألفنا المعجزة في بعض صورها ، ولم نألفها في البعض الآخر.